البوليس اليوناني يقتل تلميذا، موجة عارمة من الاحتجاجات تجتاح البلد Arabic Share Tweet Arabic translation of The Greek police kill school student – big wave of mobilisations all over Greece (December 8, 2008) ليلة يوم الأحد [08/12/ 2008]، قام شرطي من القوات الخاصة اليونانية بقتل طالب شاب يبلغ من العمر 15 سنة، أليكساندروس غريغوروبولوس (Alexandros Grigoropoulos)، في إكسارشيا (Exarchia) وسط أثينا، (على بعد 200 متر فقط من مقر جريدتنا). كانت تلك هي الطريقة ’الديمقراطية‘ الحديثة التي رد بها رجل الشرطة على الشعارات العادية التي كانت ترفعها مجموعة صغيرة من الطلاب العزل ضد قوات الشرطة. لقد أطلق الشرطي النار على الطلاب في منطقة مليئة بالمقاهي الغاصة بالناس وعلى الساعة التاسعة مساءا حيث كان هناك العديد من الشباب مجتمعين للاستمتاع بمسائهم. أدى هذا الهجوم الفاشستي الهمجي والغير مبرر، من جانب البوليس اليوناني، إلى تأجيج مشاعر السخط الهائل في كل المجتمع اليوناني. وقد ذكّر الجميع بالممارسات الإجرامية التي كان البوليس اليوناني يقترفها في الماضي، خلال سنوات الديكتاتورية العسكرية السوداء (1967- 1974)، لكنه ساهم أيضا في إثارة الانتباه إلى الممارسات الهمجية العديدة التي قام بها البوليس اليوناني خلال السنوات الأربعة الماضية في ظل الحكومة اليمينية. فقبل سنتين من اليوم، وفي ثيسالونيكا (Thessalonica)، قام ستة من رجال الشرطة بضرب طالب قبرصي بطريقة وحشية وبدون رحمة، مما تسبب له في عدة جروح، جسدية ونفسية. وفي نفس الفترة تسبب رجل شرطة في جروح خطيرة لمعلم شاب. ويتعرض العديد من المهاجرين بدورهم، بشكل دائم، للاعتداءات من طرف البوليس اليوناني، خاصة في مخافر الشرطة بمدينة أثينا، كما بينت ذلك العديد من شرائط الفيديو التي أذاعتها القنوات التلفزية اليونانية. وليس هذا كله سوى أمثلة قليلة عن الممارسات ’الديمقراطية‘ التي تقوم بها الدولة البرجوازية اليونانية خلال السنوات القليلة الماضية في ظل حكومة حزب الديمقراطية الجديدة. لقد كان لعملية الاغتيال الأخيرة هذه، أثر كبير على وعي جميع العمال وخاصة الشباب اليونانيين. خلال ليلة الجريمة تحرك آلاف الشباب بشكل عفوي في شوارع أثينا و ثيسالونيكا (Thessalonica) وباتراس (Patras)، للتعبير عن غضبهم، ودخلوا في مواجهات مع قوات الشرطة طيلة الليل وحتى الساعات الأولى من الصباح. ويوم أمس، الأحد 08 دجنبر، تظاهر آلاف الأشخاص في كل أنحاء اليونان، في 14 مدينة. واليوم من المزمع تنظيم مسيرة في وسط أثينا، والتي ستعرف مشاركة عددا من الناس أكبر من مسيرة يوم أمس. واليوم، ومنذ ساعات الصباح الأولى، عمل الطلاب على احتلال الأغلبية الساحقة من المدارس في كل أنحاء اليونان. وبينما نحن بصدد صياغة هذا المقال، يتجمع طلاب الجامعة في تجمعات عامة حاشدة من أجل التقرير في الخطوات المزمع اتخاذها. قررت نقابة الأساتذة الجامعيين الدعوة إلى خوض إضراب مدته ثلاثة أيام، كما أن معلمي التعليم الأولي قرروا بدورهم الدخول في إضراب يوم غد. وقد قرر الحزب الشيوعي اليوناني (KKE) وSYRIZA (ائتلاف من 11 حزبا ومنظمة يسارية)، جبهة يسارية متحلقة حول ائتلاف اليسار والتقدم (Synaspismos)، بدورهم المشاركة في مسيرة اليوم. العامل المهم الذي تجدر الإشارة إليه هو أنه قبل ثلاثة أسابيع، وقبل حدوث الجريمة بمدة، دعت الكونفدرالية اليونانية لنقابات العمال في القطاعين الخاص والعام (GSEE وADEDY)، إلى إضراب يوم الأربعاء المقبل ضد الفقر وتهديد البطالة للطبقة العاملة اليونانية. بدون أدنى شك سوف يكون هذا الإضراب جد مختلف الآن بعد جريمة اغتيال الشاب أليكساندروس. حاولت الحكومة اليونانية تهدئة الشعب عبر تقديم الوعود بتطبيق ’عقوبة نموذجية‘ على رجل الشرطة المتورط في الجريمة، لكن المزاج السائد في المجتمع لم يسمح لهذه الوعود بأن يكون لها سوى تأثير محدود. تبين آخر استطلاعات الرأي أن حزب الديمقراطية الجديدة يتخلف بـ 6 إلى 7% وراء الحزب الاشتراكي اليوناني (PASOK). وتبلغ الأصوات التي حققتها الأحزاب العمالية مجتمعة 60% من مجمل الأصوات، حسب استطلاعات الرأي. جميع العوامل متوفرة الآن من أجل إسقاط الحكومة خلال المستقبل القريب. نحن الماركسيون نساند بقوة هذه الحركة الاحتجاجية الكبرى ضد الإرهاب البوليسي ونشارك فيها بنشاط، لكننا نشرح، في نفس الوقت، أن جريمة قتل الشاب أليكساندروس لم تكن حادثة عرضية، بل هي تعبير عن الطبيعة الرجعية للدولة البرجوازية والحكومة اليمينية الحالية. إن إرهاب الدولة هو، بالنسبة للطبقة السائدة، سلاح لتأبيد النظام الرأسمالي. إن العنف البوليسي هو الأخ التوأم للفقر والاستغلال والخصخصة. إن الهمجية البوليسية جزء من الحرب الطبقية ضد الشعب العامل. إن الطبقة السائدة تنظم العنف الطبقي ضد الطبقة العاملة والشباب وهذا هو السبب الذي يوجب علينا التحرك ضده، وعلى الطبقة العاملة بأسرها أن تتحرك باستخدام أساليب الصراع الطبقي. إذا لم تعبئ المنظمات الجماهيرية للطبقة العاملة كل قواها، فإنها سوف ترتكب خطأ جسيما جدا بتركها زمام المقاومة في يد الفوضويين والمجموعات اليسراوية المتطرفة التي تصر على تطبيق أساليبها العمياء المغامرة. إن إحراق السيارات والمحلات التجارية ’كأسلوب للنضال‘ يؤدي إلى نتيجة عكسية. إن هذه الأساليب تقدم لقوات البوليس المبرر الذي تبحث عنه من أجل الظهور بمظهر ’حامية ممتلكات الشعب‘. إنها تساعد على لفت الانتباه بعيدا عن مسئوليات البوليس وتجرم حركة الشباب. نعتقد أنه يتوجب على النقابات والأحزاب العمالية، الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وSYNASPISMOS، والمنظمات الجماهيرية الشبيبية أن تتحد فورا في جبهة موحدة ضد الحكومة وضد الهجوم المعمم الذي تشنه البرجوازية اليونانية. على الإضراب العام المقبل أن يكون هدفه إسقاط الحكومة وبدء النضال من أجل انتخاب حكومة يسارية اشتراكية، والتي يمكنها، من خلال اعتمادها على الحركة العمالية وفقراء المدن والقرى، أن تحطم مؤسسات الدولة القمعية، وتضع حدا للاضطهاد وتطبق برنامجا اشتراكيا حقيقيا. لا يمكن القضاء بشكل نهائي على الاستعباد والعنف الرأسماليين، إلا من خلال مصادرة الشركات الرأسمالية الرئيسية ووضعها تحت الرقابة والتسيير الديمقراطيين العماليين. Source: Marxy.com